الأحد  22 كانون الأول 2024

هكذا قرأتك| بقلم: أسماء ناصر أبوعيّاش

2018-11-08 07:50:41 PM
هكذا قرأتك| بقلم: أسماء ناصر أبوعيّاش
أسماء ناصر أبوعيّاش

 


كما قُزح مختلفة ألوانه يجمعها قوس أو كولاج تراصت قطعة قطعة بدت "مسافات" القاص سمير الشريف في قصصه القصيرة جداً. نقرات على جدار الوعي واخزة وزاخرة .. ومضات إبداع لا تدعك تنجو من نص حتى تلج بإرادة نصاً يليه.

قصص قصيرة جداً إبداع أدبي مثقل بالوجع والجمال وجدلية الخير والشر .. المنح والمنع ومخاطبة ذكية للوجدان.

لعل هذا النوع من الأدب قد شق طريقه واستوطن في ساحات الأدب بمكوناته البنيوية واكتمال أركانه بداية وعقدة ونهاية في نصٍ مختزلٍ جداً لكنه موصلٌ جيدٌ لحرارة الرسالة .. منها ما يصلح ترنيمة وبعضها يُعَلّق أيقونة لما تتميز به من ملامسة للوجدان ومخاطبة الإنسان في دواخلنا.

ربما .. أقول ربما أوغل الكاتب في نكأ الجرح .. فاستحضر البسطاء من الناس ووداعة أحلامهم وأمانيّهم، في حين احتمى في بعض النصوص بالرمزية مما يدفع المتلقي لإعمال العقل واستجلاء الغامض واستيضاح حقيقة الصورة، تجلى هذا في عناوينه: "محاولة وتحذير وتعب" وغيرها.. أما وجه الشهيد فقد تجلى من خلال تداعيات الشهادة على محيطها الأثير دون التصريح بكينونة الشهيد ذاته أو الولوج إلى تفاصيل الحدث، فاختزله في أغاريد أم الشهيد وقميص شهيد ضمته يد الجد.

بأسلوب سردي شيّق أجاد الكاتب إنشاء المبنى وجلاء المعنى .. أفرد نصوصاً لتحكي الهم الجمعي ولم يُغفل الوطن ومآلات "زمكانه" وإنسانه معطياً هذا الركن مساحة من تأملاته كما تبدّت في عناوين "استكشاف ومبدأ ورصيف وأنين" وغيرها ..
ربما من الصعوبة بمكان الحديث عن مختصر بإسهاب، لكن؛ الحق أقول أن هذه ال"مسافات.. قصص قصيرة جداً" الصادرة عن وزارة الثقافة الأردنية عملٌ إبداعيٌ لافتٌ منحْتُه ساعةَ يومي حباً وطواعية.