الأحد  22 كانون الأول 2024

ارحل ..لا ترحل/ بقلم: خالد أحمد الطريفي

2019-02-24 09:32:47 PM
ارحل ..لا ترحل/ بقلم: خالد أحمد الطريفي
خالد أحمد الطريفي

 

هل بالرحيل تنتهي مشاكلنا ؟ وهل بدون الرحيل تنتهي أيضا مشاكلنا ؟

 لست من المؤيدين للرئيس عباس في غالبية سياساته منذ توليه لسدة الرئاسة عام  ٢٠٠٥ وما تلاها من سنوات ، وفي المقابل لست من المؤيدين لسلطة حماس وتفردها في حكم غزة منذ العام  ٢٠٠٧ وما تلاها من سنوات أيضا ،  واعتبر نفسي مواطنا فلسطينيا لا يريد سوى الحد الأدنى من الحياة الحرة والعيش الكريم ، واعتقد اني امثل في مطلبي هذا السواد الأعظم من المواطنين في الضفة وغزة .

 ما تحاول فتح وحماس ان تجر اليه أبناء شعبنا في مرحلة ما بعد فشل المصالحة وإعلان الطلاق البائن بينهما وفقا لمختلف ما صدر عن الناطقين باسمهما من تصريحات مؤخرا لا يمكن لي الا ان اعتبره جريمة بحق كل أشكال التضحية والنضال التي قدمها شعبنا طوال السنوات السابقة واللاحقة للانقسام ، وقد يكون في الأيام القادمة جرائم أخرى قد يرتكبها الطرفان بحق بعضهما البعض وبحق القضية الوطنية  ان استمرت حالة التحريض الحالية والتي يغذي نارها من لا يريد لنا ولقضيتنا  أي خير .

ومن هنا أرى بأن حجم المسؤولية الواقع على الكل الفلسطيني واخص بالذكر عقلاء الحركتين وعقلاء باقي القوى ومن اجل الحفاظ على ما تبقى لنا من كرامة  الوقوف وبكل عنفوان امام مختلف السخافات والتصريحات غير المسؤولة والشعارات المدمرة والبعيدة تماما عن معاني الاحترام والتقدير  والتي ستأخذنا بعيدا نحو المجهول ونحو التدمير لمختلف أشكال العلاقات الوحدوية التاريخية والتي ميزت نسيجنا الوطني تاريخيا .

 قد يكون لشعار الانتخابات الشاملة،  للمجلس الوطني والتشريعي والرئاسة وبمن يحضر أو يشارك الدور الاكثر نجاعة لنا من أجل الخروج من هذا الدهليز الذي نسير فيه منذ سنوات ، ومن لديه الثقة بنهجه وتكتيكاته واستراتيجياته وأشكال نضاله ومقاومته وطريقة إدارته لمختلف الامور فليتفضل وليشارك في الانتخابات والمواطنين هم من يحدد طريق المستقبل باختياراتهم .

 ورسالتي لكافة المشككين من الطرفين بنجاح الانتخابات وبعدم تكرار تجربة انتخابات ٢٠٠٦ وما يسوقونه من أسباب لرفض أي شكل للانتخابات اقول : ان التمترس خلف مواقف ومخاوف مسبقة لن يؤدي الا للمزيد من البؤس والدمار في شطري الوطن ، وإلى المزيد من التنازلات عن ثوابتنا المقدسة وذلك بسبب عدم التفعيل  لأي مؤسسات المحاسبة على ما يقترفه المسؤولين من اخطاء او تجاوزات ، وأنه بالانتخابات سيكون هناك إعادة مأسسة لكافة السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية وبالتالي إمكانية المحاسبة ووضع حد لكافة التجاوزات والتنازلات التي تقوم أو قد تقوم بها الحركتين في الضفة وغزة وحتى في إطار اللجوء والشتات .

وفي النهاية لن يصح الا الصحيح والتاريخ سيسجل ولن يرحم من كان سببا في انهيار وتدمير أشرف وانبل قضية في تاريخنا المعاصر ، ولا تنسوا بان دماء الشهداء والجرحى والآم الاسرى لا تزال حاضرة  وخط احمر كما قالها ورددها  أكثر من مرة سيادة الرئيس وكل حر ووطني شريف .