الأحد  22 كانون الأول 2024

ما حدث بالأمس في مستشفى رام الله!

بقلم: تحرير بني صخر

2019-04-25 03:59:32 PM
ما حدث بالأمس في مستشفى رام الله!

 

ليست المرة الوحيدة التي أكره نفسي فيها نتيجة اضطراري دخول مستشفى رام الله، ليس افتراء ولا تهويلا، لكن ما يحدث كل يوم في قسم الطوارئ أمر لا يعقل، لترى بنفسك فما عليك إلا أن تذهب لقسم الطوارئ في المستشفى وتجلس وتراقب.

مستشفى طويل عريض يقف في قسم الطوارئ فيه طبيب وممرضة  فقط!، بالمقابل عدد سكان رام الله حوالي 38,998 نسمة، أي لو مرض 30 شخصا نصفهم بحالة خطرة، هل يعقل أن ممرضا وطبيبا يكفيان لعلاجهم؟

الإجابة هنا نعم، يمكن ذلك حتى لو ازداد العدد إلى 100 شخص، ولا تستغرب فأنت في مستشفى رام الله، ولا يهم أن تنتظر ساعة أو عشر ساعات وإن مت على كرسي الانتظار قضاء الله وقدره.

أذكر في إحدى المرات التي دخلت فيها المستشفى اضطرارا حيث تعرضت لحادث سير ولحسن حظي هناك أعمال صيانة في قسم الطوارئ وبذلك علي العودة لمكان الطوارئ قديما، حينها كنت أتألم كثيرا بسبب مشكلة في قدمي والحادث كان بذات القدم، كنت أبكي كما الطفلة التي كانت تجلس مقابلي يرجح أنها ابتلعت شيئا وتكاد تموت وتنتظر بالدور شأننا، حالات طارئة تأتي ولا مجيب لوجعها ليتبين لاحقا أن هنالك طبيبا واحدت فقط!. طبيب واحد مناوب في قسم الطوارئ لعلاج عشرات ومئات من المرضى لا يهم العدد.

انتظرت شأنهم لكن فقدت صبري، حاورت الطبيب بحدة قائلة: "كل الطوارئ ما فيها غير دكتور واحد" أجبني مبتسما روحي أحكي للوزير!

بالأمس حدث ظرف طارئ آخر والحال ذاته، ممرضة ترفع يدها للأعلى لتضرب رأسها حين يطلب منها أمر ما ليس لكونها لا تحب مهنتها أو تكرهها بل للعدد الهائل من المرضى، ولا يوجد غيرها والطبيب والمرضى ينتظرون ويتألمون.

أحداهن تبتلع دموعها كي لا تبكي أمام أطفالها، هي لا تستطيع الجلوس على الكرسي من شدة الألم لكنها أيضا تنتظر شأننا، حالة سخط من المرضى..  أحداهن تبحث عن الممرضة، فتقول للممرضة: فلانة أو قريبتي تتألم.. فتقابلها بالقول: الكل تعبان...

أين وصلنا.. هل أرواحنا لا تساوي شيئا؟